ذكاء اصطناعي

خمس إرشادات للأفراد والمؤسسات في عصر الذكاء الإصطناعي

بدأنا في الدخول في عصر الذكاء الإصطناعي، أو مايعرف بالثورة الصناعية الرابعة. هذا العصر سيشهد الكثير من المتغيرات والتحولات على مستوى الأفراد ومستوى المجتمعات. التأقلم مع الوضع الجديد سيكون أصعب، وتكلفة عدم الاستجابة للتغيرات ستكون باهظة. على الأفراد والمؤسسات البدء من الآن، وفيما يلي بعض الإرشادات المفيدة:

1- عدم التخصص في مجال يسهل أتمتته

بعض التخصصات يسهل برمجتها آلياً بالذكاء الاصطناعي وهذه التخصصات عادة ما تتبع قوانين بسيطة مثل تفقد وثيقة مكتوبة للتأكد من خلوها من الأخطاء أو إجراء حسابات معينة مالية للشركات. تلك التخصصات التي تجعل الشخص يعمل مع نص أو صور أو أرقام ويتعامل بشكل بشري محدود وبشكل روتيني ولا تحتاج ابداع أو تعاطف أو حل مشاكل، ستكون هي التخصصات الأكثر عرضة لأن يفقد أصحابها وظائفهم. ذلك يشمل طبعا مهنة قيادة الشاحنات والسيارات أو الرد على اتصالات المستهلكين من ناحية الأفراد. وشركات ترجمة المستندات القانونية وشركات النقل من ناحية المؤسسات. الوضع المثالي هو أن تكون في الطرف الآخر من المعادلة، أي أنك تكون من الذين يطورون هذه البرمجيات التي ستستبدل الموظفين في أي من هذه التخصصات!

2-  الاستفادة من الخدمات الحديثة التي تستخدم الذكاء الإصطناعي

ينبغي عدم التمسك بالطرق القديمة بالقيام بالمهام، و عدم التمسك بالموظفين على حساب مصلحة المؤسسة التي تديرها في حال وجود فرصة لاستبدالهم ببرمجيات الذكاء الإصطناعي. عدم اللحاق بالذكاء الاصطناعي سيضعك في موقف حرج أمام المنافسين الذين لن ينتظروا وسيقوموا مباشرة باستخدام أحدث التقنيات في أعمالهم. ابحث عن أحدث الطرق والخدمات التي تقدمها شركات الذكاء الإصطناعي واستخدمها حتى لو كان هناك مخاطرة، فالعائد كبير ومجزي.

3- تعلم أساسيات الحاسب والبيانات

كما أن الوعي المالي (financial literacy ) يعد من أساسيات العصر الحالي للأفراد و لإدارة الموؤسسات، فإن الوعي بالذكاء الإصطناعي (AI literacy) سيكون محور أساسي للنجاح في الفترة القادمة. كونك تملك أساسيات الحاسب والبرمجة سيسهل عليك بشكل كبير التأقلم وتعلم المهارات اللازمة للوضع الجديد. مواقع مثل (Coursera) و(Udacity) تقدم العديد من الكورسات المجانية في مقدمة البيانات والبرمجة. البعض قد يعارض هذا الأمر، فقد يقول قائل “ليس من مسؤليتي تعلم هذه الأشياء، فهي خارج اهتمامي”. لكن الواقع يقول أن هذه المهارات ستكون مفصلية في تحديد قيمتك في سوق العمل في المستقبل. حتى لو لم تكن كتابة هذه الخوارزميات وتطويرها من مجالك، معرفتك لأساسيات المجال سيجعلك في موقف يمكنك من طلب المساعدة و التعاقد مع شخص أو مؤسسة متخصصة في المجال للقيام بالعمل الذي تحتاجه. وإلا ستكون من الفئة الخاسرة التي ستتخلف عن الركب!

4- استخدام البيانات في اتخاذ القرارات

الاعتماد الكامل على البيانات في اتخاذ القرارات (data-driven decision making ) سيكون مفصلي في تحديد النجاح. استخدام الذكاء الإصطناعي والأدوات الأخرى في تحليل البيانات من اجل اتخاذ قرارات مفصلية سيكون هو معادلة النجاح على مستوى المؤسسات الكبيرة في المستقبل. على تلك المؤسسات بناء عملياتهم بشكل يتيح توفر البيانات بشكل كبير عند كل مرحلة من مراحل إضافة القيمة للعميل (value chain). أدوات مثل (rapidminer) تساعد الشركات الكبيرة على القيام بهذه المهام بشكل سلس (في حال توفر البيانات بشكل كافي).

5- عدم الاعتماد على الخبرة وتبني نهج التعلم المستمر

في العصر الحديث السريع التغير، لا ينبغي الاعتماد الكامل على الخبرات التي تم تجميعها على مر السنين في مجال معين من قبل الأفراد والمؤسسات (خاصة بعد دخول الذكاء الاصطناعي في المعادلة). كونه يصعب على اللاعبين التقليدين في أي قطاع التخلي عن ما بنوه في عقود من الزمن، سيتيح ذلك للاعبين الجدد (وخاصة الذين يستخدمون الذكاء الإصطناعي) التفوق في الأداء وقلة التكلفة. على مستوى الأفراد، توقف التعلم بنهاية الدراسة الجامعية ستكون له نتائج كارثية بينما سيتيح لهم التعلم المستمر (التعلم كهدف وليس وسيلة مؤقتة) الاستفادة من أحدث التقنيات في عصر الذكاء الإصطناعي. كذلك المؤسسات التي تتبنى الجديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي سيكون لها نصيب الأسد من حصة السوق!

لمعرفة ما هو الذكاء الإصطناعي يمكن متابعة المقالة السابقة هنا

اظهر المزيد

عبدالله حمدي

ماجستير في تحليل الصور والفيديو (Computer Vision) من كاوست , بكالريوس هندسة كهربائية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن , شغوف بالإبتكار والتقنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى