ذكاء اصطناعي

خمسة طرق لزيادة أرباح الشركات بالذكاء الإصطناعي

كثيراً مانسمع عن الذكاء الإصطناعي و أنه سيغير العالم، لكن قلما نسمع عن طرق عملية في استخدامه الآن في مجال الأعمال. هذه خمسة طرق عملية لاستخدام الذكاء االإصطناعي من أجل زيادة أرباح الشركات:

1- أنظمة الاقتراح (Recommender Systems)

تعتمد الفكرة على توفير أفضل الخيارات للمستهلك من أجل تحقيق هدف معين. مثلاً لزيادة نسبة الشراء في مواقع البيع كأمازون، تقوم خوارزميات أمازون بعرض المنتجات التي ستزيد من احتمال الشراء لذاك المستخدم بناء على تاريخه الشرائي، وبالتالي زيادة الأرباح. مثال آخر هو  إذا كان المنتج عبر الاستخدام المباشر من العميل وليس الشراء، مثل تطبيق سبوتيفاي الموسيقي حيث يقوم باقتراح الموسيقى الأكثر مناسبة لذوق المستخدم لجعل المستمع يستخدم البرنامج أكثر وبالتالي يزيد من الدعايات أو نسبة المشتركين في الخدمات المدفوعة وبالتالي زيادة الأرباح!

2- الأتمتة (Automation)

تكمن فائدة الأتمتة في تقليل عدد الموظفين وتقليل العامل البشري في الإنتاج و زيادة الكفاءة وتقليل التكاليف. أكبر مثال حي ومباشر على الأتمتة هو في المصانع التي تستخدم تقنيات الذكاء اإصطناعي. سيكون لها ميزة التكلفة المنخفضة (Cost advantage) أكثر من غيرها من المصانع مما يزيد من احتمالية نجاحها في السوق والتغلب على المنافسين كون التكلفة هي العامل الفاصل في نجاح المصنع. من جانب آخر، أتمتة النقل عبر الباصات والشاحنات ذاتية القيادة ستكون المحور الأساس في أرباح شركات النقل و الشحن (مثل فيديكس). حتى الأعمال العقلية التي كانت حكراً على البشر أصبح يمكن أتمتتها بتقنيات التعلم العميق (deep learning). حتى الآن هناك أعمال يصعب أتمتتها، تلك التي لها جانب بشري، مثل العناية بالعجزة، وعمل المساج و التدريس و التربية. ومع ذلك يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة تلك الأعمال حتى لو لم تتم أتمتتها.

تعد شركات النقل (مثل فيديكس وغيرها) من أكثر المهتمين بالشاحنات الكهربائية لأتمتة التوصيل وبالتالي خفض التكاليف والتفوق على المنافسين

3- التنبؤ بالاحتياج و المدفوعات (Prediction)

يمكن للشركات الكبرى التي تملك رصيداً من البيانات من استخدامها لتوقع الأرباح، المدفوعات، المصاريف، والحاجة المستقبلية (future demand). ذلك سيساعدها على تقليل الفائض وزيادة الكفاءة، وبالتالي زيادة الأرباح. ينبغي التنبه أن الوقت عامل هنا مهم فقد تختلف الظروف وتصبح كامل التوقعات خاطئة، لذلك لا تعد وسيلة معول عليها بشكل كبير. ذلك لعدم معرفة المسببات الأساسية (features) التي يجب استخدامها في تلك الخوارزميات وليس ضعف في تقنيات الذكاء الإصطناعي. في الحقيقة هناك شبكات بيز (Bayesian Networks) بمباديء الإحصاء من عشرات السنين لديها نتائج أفضل في التوقع من الشبكات العصبية الاصطناعية (ANN) في بعض أنواع التوقع التنبؤي باستخدام البيانات.

4- تقليل الخطأ البشري في اتخاذ القرار (Reducing Human-Factor)

ميزة الذكاء الاصطناعي أنه لا يعمل بالمزاج. والنتيجة تتبع البيانات. ولا تتغير النتيجة بتغير الأحوال. هذا مفيد لاتخاذ القرار على مستوى الفريق التنفيذي للشركة. حيث أنه كثير من الأحيان يكون لدى المدراء التنفيذيين رغبات خاصة تتعارض مع مصلحة الشركة، وذاك يؤثر على قرارات مصيرية تضر بمصلحة الشركة. فالمستثمرين وملاك الشركات سيكون لهم دافع أكبر لإجبار التنفيذيين في استخدام الخوارزميات والإحصاء بشكل عام – وتقنيات الذكاء الإصطناعي بشكل خاص- من أجل اتخاذ القرارات المصيرية. ذلك سيقلل الاعتماد على المدير التنفيذي وقدرته على تبرير قراراته ببيانات يأتي بها لتؤيد موقفه ولا تؤيد وضع الشركة (عادة يتم استبدال المدير التفيذي من قبل مجلس الإدارة لهذا السبب). أحد الشركات الرائدة في هذا الموضوع شركة الاستثمار بردج ووتر (Bridgewater) و مؤسسها المخضرم Ray Dalio صاحب كتاب The Principles (الكتاب يعد مرجع في عالم الإدارة الحديثة للشركات).

يعد ري داليو أحد المؤسسين لمنهجية إدارة الشركات بالخوارزميات وتقليل الجانب البشري في اتخاذ القرار. كتابه المبادئ (Principles) يعد مرجع في الإدارة الحديثة للشركات

5- صناعة المحتوى (Content Creation)

كثير من الشركات الكبرى توظف كتاب مقالات في مجالها لنشر صورتها (brand) ولزيادة الظهور على الساحة مما ينعكس على زيادة المبيعات والأرباح. أيضاً صناعة فيديوهات اليوتيوب تشكل طريقة للدعاية الغير مباشرة للشركة. لم تصل تقنيات الذكاء الاصطناعي بعد لصناعة محتوى كامل، لكن تقنيات الشبكات التوليدية (GANs) لها قابلية كبيرة في المستقبل لأتمتة صناعة الصور والفن بشكل أو بآخر. في شهر فبراير من العام ٢٠١٩ قامت منظمة (OpenAI) بنشر نتائج ببحوث توصلوا فيها لقدرة الذكاء الاصطناعي على كتابة فقرات نصية طويلة من ذاته، تشبه لحد كبير ما يقوم به الكتاب. لم تقم المنظمة الغير ربحية بنشر النموذج خوفاً من استخدامه بشكل سيء مما أثار غضب المجتمع العلمي وأثار هستيريا في وسائل الأخبار التي أوهمت الناس بأن الذكاء الاصطناعي “الشرير” تم حبسه من قبل المنظمة (كعادة وسائل الأنباء في عدم تقصي الوقائع و اختلاقها لسيناريوهات درامية في الأخبار).

قامت منظمة (Open AI) الغير ربحية في شهر فبراير 2019 بنشر بحث لها تمكن من صناعة نموذج ذكاء إصطناعي يستطيع كتابة مقالات طويلة بمستوى بشري. مما سبب هلع الكثيرين

لمعرفة ماهو الذكاء الإصطناعي يمكن متابعة المدونة العربية للذكاء الإصطناعي هنا

اظهر المزيد

عبدالله حمدي

ماجستير في تحليل الصور والفيديو (Computer Vision) من كاوست , بكالريوس هندسة كهربائية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن , شغوف بالإبتكار والتقنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى